روائع مختارة | واحة الأسرة | قضايا ومشكلات أسرية | معاناة الزوجة الثانية...نصيحة وعتاب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > قضايا ومشكلات أسرية > معاناة الزوجة الثانية...نصيحة وعتاب


  معاناة الزوجة الثانية...نصيحة وعتاب
     عدد مرات المشاهدة: 2458        عدد مرات الإرسال: 0

خلف أبواب مغلقة، تقبع معاناة خفية، لا تستطيع صاحبتها الإعلان عما يؤلمها أو يزعجها، كيف وهي من إرتضت أن تتسبب في ذلك بنفسها، إذ وافقت أن تكون زوجة ثانية..

لقد أولى ديننا العظيم الرعاية والعناية لكل امرأة مؤمنة، وأمر بإعطائها كل حقوقها كاملة غير منقوصة، وأمر برعايتها والرفق بها.

وربما كانت تلك الزوجة الثانية مطلقة أو أرملة، لها تجربة في الحياة قاسية، وأرادت من زواجها تحسين ظروفها، وطاعة ربها، والإستمرار في إكمال دورها كزوجة صالحة وأم صالحة وصاحبة مسئولية مؤثرة.

ولكن هل تجد فعلا في الحياة الجديدة السعادة التي تبحث عنها؟ وكيف تجدها رغم كل ما تتعرض له من معاناة سواء من المجتمع المحيط بها، او إضطهاد من الزوجة الأولى أو من نظرات النساء ممن حولها.

وانا هنا سأحاول أن أقف مع معاناة الزوجة الثانية وقفات عابرات لعلنا أن نهتم بمعاناتها ونرفق بآلامها، إنها وقفات نصح وإرشاد لها كما انها وقفات بيان وتبيين لمن حولها:

= أولا: قد يسعد الزوج بالزوجة الثانية في أول الزواج، وتكون عنده مفضلة على الزوجة الأولى بإعتبار أن كل ما هو جديد جاذب، ولكن بعد فترة زمنية من الزواج ومشاكل الحياة تصبح الحياة الروتينية هنا مثل هناك، ففي هذه الحالة عليها أن تعلم أنه في كثير من الأحوال يرق الزوج لزوجته الأولى، فعليها ألا تصدم من ذلك وان تتوقعه، وأن تستقبله بروح طيبة، ولتعلم أنه إذا لم يكن به خير في بيته الأول فلن يكون به خير في بيته الثاني، فلتأمره بالعدل معهما، وبالرفق مع زوجته الأولى، وتهيىء نفسها لحياة مستقيمة بينهما معا.

= ثانيا: عليها أن تعلم أن الحياة الزوجية التي رسمها الزوج معها والسعادة التي بات يحلم بها بعد قراره بالزواج منها قد تتحقق فعلا وقد لا تتحقق، وهذا الأمر يعود إليها إلى حد بعيد، فيمكن لها أن تجعل بيتها سعيدا، وربما جعلت هذا الزوج يندم على إرتباطه بها، ويتمنى أن يرجع به الزمن إلى الوراء آسفا على ما فعل، فالزوجة هي سر سعادة البيت، فلترتب لنفسها من البداية على طرائق في إستمرار السعادة، واول وأهم هذه الطرائق هي الحكمة، وكبت الغيرة، وطلب العدل، وكل ذلك لا يأتي إلا بالتقوى والعلاقة بالله سبحانه.

= ثالثا: على الزوجة الثانية أن تعلم أنها في نظر الزوجة الأولى دخيلة عليها، لأن الزوجة الأولى تؤكد دوما أنها هي التي بدأت مع الزوج طريق حياته خطوة بخطوة حتى علا شأنه ووصل لما هو فيه، ولم يخطر ببالها ولم تتخيل أن تأتي إنسانة فجأة وتهدم كل التي قامت ببنائه.

ورغم أن تلك الزوجة الأولى تعلم أن للثانية كل الحقوق مثلها تماما، لكنها قلبها ينقبض منها، وشعورها بالإنكسار والصدمة يغلب عليها فيكسوها بالهموم والأحزان.

لذلك لابد على الزوجة الثانية أن تقدر مشاعر الزوجة الأولى، وتحترم معاناتها، وتعلم أن الزوجة الأولي هي البداية، فعليها -إن ارادت أن تعيش سعيدة- أن تدفع الزوج دفعا، وتشجعه تشجيعا نحو الإهتام بالأولى وبأولادها، وتفقد أحوالهم، حتى ولو على حساب نفسها ولتحتسب ذلك لوجه الله تعالى، ولتعلم تماما أن الله تعالى سيكافئها على ذلك.

= رابعا: عليها أن تعلم أن الزوج إذا زارها فوجد كثرة الشكوى، وكثرة المطالب بما لا يستطيعه أو يقدر عليه، فقد يصيبه الملل، وربما يهرب منها كما هرب إليها من قبل، لكنها عليها أن تلفت نظره لفتا لطيفا لما تريده مرة أو مرتين على الأكثر، وإذا لم يستجيب الزوج لمطالبها فعليها أن تصبر.

كما عليها أن تجعل اللحظة التي يأتي إليها فيها أفضل الأوقات حتى يحب ذلك اللقاء، فالزوج عندما إختارها كان يريد ويبحث عن راحة البال، وراحة بال الزوج تبدأ من الزوجة بالبشاشة عند اللقاء والشكر في شتى الحالات.

= خامسا: كثير من هؤلاء الزوجات بعد زواجهن، كأنهن يدخلن حربا مع الزوجة الأولى منذ بداية الزواج، لذلك على الزوجة الثانية أن تراقب ربها وأن تعلم ان كل ما تفعله من خير أو شر فسوف تراه، وتحاسب عليه أمام الله.

ورغم أنها قد ترى تعنتا ومشقة من الزوجة الأولى، فننصحها أن تلتمس لها العذر، وأن تعيش بصدر متسع إذا أرادت الحياة الزوجية الهادئة، لا تخلق معوقا أمام كل موقف، لكن عليها أن تكون أكبر من ذلك،لا تعمل إلا لله، ولتستقبل السيئة بالحسنة حتى تنال رضى الله، فإذا رضي الله عنها أرضى عنها زوجها وكل الناس.

= سادسا: أحيانا تشعر الزوجة الثانية أن الزوج إختارها على الأولى لصغر سن مثلا أو لجمال، وذلك قد يسبب وقوع الغيره بين الزوجتين، فلا داع لإظهار أي شيء من ذلك أمام الزوجة الأولى، ولا داع لإستفزاز الزوجة الأولى بأى شكل، ولا تجعل الشطان يسول بينهما البغض والكره والعداوة، ولكن عليها أن تعامل الأولى معاملة طيبة، وعليها أن تعلم أن الكيد الذي تكيده للزوجة الأولى لا يعود عليها إلا أحزانا وكآبة وعبوسا.

نعم قد يكون نشوء المحبة بين الزوجتين صعبا، لكن الذي يمكن أن يحسن العلاقة لين المعاملة وعدم الظلم أحد، وعدم تدبير المكائد ووعدم الغيبة، أو النميمة، وعدم ذكر النقائص، وعدم تلصص كل من الزوجتين على أخطاء الأخرى، وليكن التعاون على البر والتقوى لا على الاثم والعدوان.

= سابعا: على الزوجتين الأولى والثانية أن تتقيا الله في القول والعمل، ولتعلما أن الله يطلع عليهما، ويعلم ما في القلوب، ويعلم السر والعلن.

فبالتقوى يجعل لهما من الأحزان والهموم مخرجا.. ومن الضيق فرجا.. ويخرجهما من الفقر إلى الغنى، ويرزقهما من خير الدنيا والآخرة لقوله تعالى، {ومن يتق الله يجعل له مخرجا* ويرزقه من حيث لا يحتسب} [الطلاق:2-3].

= ثامنا: كل من الزوجتين الثانية والأولى تعاني معاناة تختلف عن الأخرى، وتشعر بأحزان، وتتألم، فعليهن البحث عن باب للفرار من هذا الهم والألم، ولا أفضل من باب اللجوء إلى الله سبحانه بذكره، فالذكر يغير حال بحال لقوله تعالى {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} [الرعد:28]، ولاشك أن الذي يرجع البسمة والبشاشة للوجه سواء للزوجة الأولى أو الثانية هو الوصال المستمر به عز وجل فلتسع كل منهما سعيها للوصول لمحبته تعالى بالعمل الصالح، والمحافظة على الصلوات، وكثرة التوبة، والإستغفار، ولتكثر من الدعاء له سبحانه خاصة في جوف الليل، فالله تعالى قريب مجيب الدعاء.

= تاسعا: على كل منهما أن تعلما أن هذه الحياة مهما طالت فلا بد أن تنتهي، وسوف تقف كل منهما أمام الله تعالى وبيدها سجل الأعمال، فلا داع أن تظلم إحداهما الأخرى فتسود سجلها بما يثقل عليها، ولا تنسى قول الله تعالى {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} [البقرة:281].

الكاتب: أميمة الجابر.

المصدر: موقع المسلم.